دليل أنواع الكراسي المكتبية المناسبة لجميع احتياجات العمل

لا أحد يتخيل أن قطعة أثاث بسيطة مثل الكرسي المكتبي قد تغيّر شعورك في العمل بالكامل. تخيل نفسك تجلس 8 ساعات في اليوم على كرسي متهالك، النتيجة: آلام ظهر، ضعف التركيز، وحتى مزاج سيئ. صدق أو لا تصدق، الأطباء لاحظوا أن آلام الظهر زادت بنسبة 30% بين الموظفين بعد الجائحة بسبب بيئة العمل والجلوس غير المريح. فهل هناك فعلا أنواع مختلفة من الكراسي؟ وما الذي يجعل البعض أكثر راحة أو عملية من غيرها؟ لنفكك الفكرة سويًا بشيء من العمق.

أنواع الكراسي المكتبية التقليدية والحديثة

العالم كله يتحدث عن التصميم والراحة في كراسي المكتب. لكن ليس كل الكراسي المكتبية سواء. ألقِ نظرة على شكل الكراسي في المكاتب الحكومية أو المؤسسات القديمة، ستجدها في الغالب خشبية، ثقيلة، وربما بوسادة باهتة. تسمى هذه بالكراسي التقليدية، وغالبًا تأتي بثبات تام ودون أي دعم إضافي للظهر أو الرقبة. هل جرّبت إحداها؟ أراهن أنك نهضت منها وأنت تتحسس أسفل ظهرك متألمًا.

الأنواع الحديثة من الكراسي المكتبية أصبحت أكثر تطورًا بفضل أبحاث الصحة المهنية وتجارب شركات التكنولوجيا. الكراسي الشبكية (Mesh Office Chair) تتصدر الآن بفضل دعمها للتهوية وراحتها للظهر في الأعلى والأسفل. لديك أيضًا الكراسي الجلدية الفاخرة (Executive Chairs)، والتي تشبه مقاعد السيارات الفارهة وتجذب مدراء الشركات لأنها تعطي حضورًا وقوة، لكنها قد لا تكون الخيار الأنسب للجميع خصوصًا في الحر. الكراسي متعددة الوظائف (Ergonomic Chairs) تُعد الأكثر شعبية حاليًا لأنها تجمع بين التصميم وسهولة التعديل والدعم الكامل للجسم. بخلاف ذلك، هناك كراسي مختصة كوضعية الجلوس المريح أو جلسة اللوقة (Kneeling Chairs) وكراسي التوازن (Ball Chairs) التي تعزز حركة عضلات البطن وتحسين الدورة الدموية.

إذا كان لديك مساحة صغيرة، قد تجد كراسي المكتب القابلة للطي أو القابلة للتخزين مفيدة. أما إذا كنت من عشاق التصميم العصري، فربما تفضل الكراسي الشفافة أو المعدنية ذات المظهر المبتكر. كل نوع له ميزاته وعيوبه، واعتمادًا على ساعات جلوسك والبيئة المكتبية ستعرف ماذا تحتاج تحديدًا.

المواصفات المهمة عند اختيار كرسي مكتب

الكرسي المكتبي الجيد لا يُقاس فقط بشكل المقعد أو لونه، بل بالمواصفات التي تحمي جسمك وتدعم أدائك اليومي. إذا لاحظت، معظم الشركات الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت تضع مواصفات محددة للكرسي المكتبي لمنع إصابات العمل ولزيادة إنتاجية الموظفين بشكل فعلي.

أهم عنصر هو الدعم القطني (Lumbar Support) للظهر السفلي. الدراسات تؤكد أن أغلب مشاكل العمود الفقري في الجلوس الطويل سببها غياب هذا الدعم. الكرسي المثالي يجب أن يحافظ على انحناءة طبيعية للعنود الفقري.

أيضًا، القدرة على تعديل ارتفاع المقعد. تأكد أن قدميك تلامسان الأرض بشكل مستوٍ وزاوية ركبتك 90 درجة – أي زاوية أعلى من ذلك ستضغط على أعصاب الأرجل. خاصية الميل والانحناء الخلفي توفر استراحة لفقراتك من حين لآخر.

مسند الذراعين ضروري لتجنب رفع الكتفين وتيبس الرقبة. الأفضل أن يكون قابل للتعديل أفقيًا وعموديًا. القماش على المقعد ومسند الظهر يؤثران أيضًا. الكراسي الشبكية تحميك من التعرق بينما الجلد يبدو فخمًا لكنه قد يزيد الحرارة.

لا تهمل قاعدة العجلات؛ العجلات الجيدة توفر حرية الحركة وتقلل من الإرهاق العضلي الناتج عن سحب الكرسي أو دفعه باستمرار.

ميزة الدوران بزاوية 360 درجة تجعل إنجاز الأعمال أسهل. وبالطبع المتانة. الكراسي ذات الهيكل المعدني القوي تعيش لفترة أطول. وحتى الوزن الحامل مهم جدًا، هناك كراسي تتحمل أوزان مختلفة حسب فروقات جسم كل مستخدم. اسأل نفسك أيضًا: هل تفضل كرسي بألوان فاتحة تناسب ديكور مكتبك أم تركز أكثر على العملية والمتانة؟

أنواع الكراسي المكتبية حسب بيئة وطبيعة العمل

أنواع الكراسي المكتبية حسب بيئة وطبيعة العمل

كل مكان عمل ينادي بنوع خاص من الكراسي. لو قمت بزيارة عيادة أو مستشفى، ستلاحظ كراسي طبية بتصميم بسيط لكنها تمنح ظهرك دعمًا عجيبًا ومناسبة للجلسات القصيرة والفحوصات. في مراكز خدمة العملاء والبنوك، ستجد كراسي منخفضة الظهر وعملية الحركة، لأن الموظف بحاجة للرؤية السريعة والتحرك الخاطف.

في ورشات المصانع أو مراكز التصميم غالباً ما تجد كراسي عالية بظهر شبه معدوم أو مساند متحركة، والسبب أن هؤلاء الموظفين يحتاجون الوقوف المستمر والمرونة في الحركة، وليس الراحة المطلقة. أما شركات البرمجة والمبدعين والمصممين، فانتشرت بينهم موضة الكراسي الرياضية (Gaming Chairs) المصممة أصلاً للاعبين المحترفين لكنها أثبتت فاعليتها في دعم الظهر والرقبة على حد سواء.

لا يمكن التغاضي عن كراسي المؤتمرات والاجتماعات، وغالبًا ما يكون تصميمها أخف مع تقليل الوزن لسهولة النقل والترتيب السريع. وأما غرف الانتظار، فيختارون كراسي متينة تتحمل الاستخدام المكثّف لفترات قصيرة.

بيئة العمل المنزلية شهدت طفرة في نوعية الكراسي المكتبية بعد 2020، فالكثير صار يفضّل كراسي خفيفة الوزن وسهلة الفك والتركيب، مع إمكانية استخدام الكرسي نفسه في أكثر من غرفة بحسب الحاجة. بعض الكراسي تحمل ميزة التدليك أو التسخين وأخرى تضم حاملًا للقدمين لراحة إضافية. كلما كان اختيارك أقرب لنوع عملك ووقت جلوسك، ستشعر بفرق واضح في نهاية اليوم.

نصائح ذهبية للحفاظ على راحة ظهرك مع الكرسي المكتبي

احتمال تشتكي من آلام الظهر إذا جلست لساعات طويلة على كرسي غير مناسب هو أمر مثبت طبيًا. لكن حتى أفضل كرسي في العالم لن ينقذك إذا جلست بشكل خاطئ. أطباء تقويم العظام يوصون بعدة حيل بسيطة ثبتت فعاليتها:

  • لا تتكئ للأمام أثناء العمل، ودع ظهرك يلتصق دائمًا بمسند الكرسي.
  • اضبط ارتفاع الشاشة بحيث يكون مستوى عينيك مساويًا لحافة الشاشة العلوية تقريبًا.
  • خصص كل ساعة دقيقة للتحرك، حتى لو كان ذلك دورانًا قصيرًا حول المكتب أو تمارين الاستطالة السريعة.
  • استخدم وسادة صغيرة خلف ظهرك السفلي لو لم يكن الكرسي يدعم الظهر القطني حسب المواصفات.
  • تحقق من مسافة الكرسي للطاولة: يجب أن تتسع قبضة يد بين المقعد وطرف الركبة، وألا تمتد ذراعاك للأمام أكثر من اللازم.
  • إذا شعرت بأي تنميل في القدمين أو شد في الكتفين، فغالبًا وضعية جلوسك غير صحيحة أو الكرسي بحاجة لضبط.

قد تبدو النصائح سهلة لكنها تحدث فارقًا حقيقيًا بعد عدة أسابيع من الالتزام بها. تذكر؛ معظم مشاكل العظام تبدأ بشكل تدريجي ولا تظهر فجأة، لهذا راقب إشارات جسمك دائمًا.

كيف تختار الكرسي المكتبي المناسب لميزانيتك واحتياجاتك؟

كيف تختار الكرسي المكتبي المناسب لميزانيتك واحتياجاتك؟

ولأن العالم مليء بالخيارات والأسعار تتفاوت من كرسي عادي بأقل من 300 ريال حتى الكراسي الذكية التي تصل إلى آلاف الريالات، يحار أغلب الناس في الاختيار. النصيحة الأهم: لا تدفع فقط لأجل الشكل أو الاسم التجاري، بل افحص الكرسي بنفسك. اجلس عليه لمدة 10 دقائق داخل المعرض ولو استطعت اقرأ تعليقات وتجارب المشترين السابقين.

ابحث عن ماركات معروفة بجودتها مثل Herman Miller، Steelcase، أو Okamura إذا كنت تبحث عن استثمار طويل المدى. أما لو احتجت شيئًا مؤقتًا أو لبيئة عمل منزلية بسيطة، جرب كراسي Ikea أو العلامات المحلية التي تهتم بنظام الدعم القطتي.

استثمر في الكرسي أكثر من أي أثاث آخر لو كنت تعمل لساعات يومية مطوّلة، وتجنب التوفير على حساب صحتك. أحيانًا تستطيع تعديل كراسيك القديمة بإضافة وسادات دعم أو تغيير مسند الذراعين، بشرط أن يكون الهيكل نفسه متينًا.

اهتم بالصيانة الدورية للكراسي الجلدية والشبكية؛ باشر تنظيفها باستمرار وتحقق من مسامير الربط ودرفلة العجلات، فالإهمال يسرّع من تلف الكرسي حتى لو كان غاليًا.

بالمحصلة، الكراسي المكتبية عالم واسع وبه خيارات أكثر من أي وقت مضى. اختر الكرسي الذي يجعلك تنجز بشغف ويمنح ظهرك الراحة والاسترخاء بلا أوجاع.

تعليقات